القائمة الرئيسية

الصفحات

مدخل إلى علم التجويد



                                      مدخل إلى علم التجويد




بسم الله الرحمان الرحيم

      ·         توطئة 

 يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، فمن عظيم الشرف الذي خصنا به الله عز وجل، دراسة القرآن الكريم وعلومه، والتي لا يمكن أن تدرس بمعزل عن علوم اللغة العربية.

إن أول ما يبتدئ به طالب العلم الشرعي هو دراسة علوم العربية من نحو وصرف وأصوات ومفردات..، آنذاك يمكن للطالب أن يدرس كتاب الله عز وجل دراسة تحليلية..

لماذا علم التجويد؟

استنادا لقول الله عز وجل "ورتل القرآن ترتيلا" وجب على كل قارئ العمل بمضمون الآية الكريمة امتثالا لأمره تعالى، هذا السؤال (لماذا علم التجويد؟) بديهي ومطروح، لأن الله عز وجل أمرنا بذلك، لكن السؤال لماذا أمرنا الله عز وجل بترتيل الآي وفق نظام معين وقواعد خاصة؟ لا يطرحه غالبية دارسي علم التجويد، هل يعقل أن يكون الهدف من هذا الدرس هو تسميع القرآن الكريم بطريقة جيدة، من الجودة فقط؟ أم أن لهذا الترتيل دور في صيانة قواعد اللغة؟ هذا السؤال لا يمكن الإجابة عنه إلا عبر تعلم ومساءلة علم التجويد، والفرضية المطروحة هي: أن قواعد التجويد صانت اللسان العربي عامة والدرس (الصوتي- الصواتي) خاصة بفعل التواتر، والمتروك للخلاف يمكن اليوم أو غدا الحسم فيه.

 

·     مدخل إلى علم التجويد

·     تعريف القرآن الكريم

للقرآن الكريم إطلاقان، الإطلاق اللغوي: من قرأ - يقرأ – قرآن، واصطلاحا: كلام الله عز وجل المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، الموجود بين دفتي المصحف من سورة الفاتحة إلى سورة الناس.

وإطلاق اسم القرآن في القرآن جاء على المعنيين اللغوي والاصطلاحي، فتسمية القرآن جاءت على المعنى اللغوي كمصدر للفعل قرأ، وإن قيل إن مصدر قرأ هو قراءة، فالجواب أن في مصدر قرآن تضمين لشقين، لأمر الإثبات – بمعنى التقري والجمع، وهو شق بلاغي، وتضمين كذلك لمعنى التلاوة والقراءة - وهو شق دلالي.


يقول عز وجل: "وقرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهودا" من لم يفرق بين المعنى اللغوي والاصطلاحي يظن أن بالآية تكرار، في حين لا وجود لذلك، بل جاءت متضمنة للمعنى اللغوي في قوله تعالى "وقرآن الفجر"، معناه وقراءة الفجر وهو مصدر أطلق وأريد به الفعل، "إن قرآن الفجر كان مشهودا" جاء مصطلح قرآن في الثانية بمعنى العَلمية، بينما في قوله عز وجل "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" المقصود به كذلك العلمية.


أما المعنى الشرعي للقرآن: فهو اسم لكلام الله عز وجل، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، المتواتر، المتعبد بتلاوته، الموجود بين دفتي الكتاب من الفاتحة إلى الناس حسب العرضة الأخيرة.

عندما نقول كلام الله عز وجل فقد خرجنا به عن كلام من دونه من الأنبياء والرسل والناس، والمتواتر معناه المنقول عن جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب، وحينما نقول المتعبد بتلاوته فقد خرجنا به عن كلام الله عز وجل في الأحاديث القدسية التي لا نتعبد بتلاوتها، كذلك عند قولنا حسب العرضة الأخيرة فقد خرجنا به عن القرآن المنسوخ الذي لم يعرض فيها.

- العرضة الأخيرة

حصل في السنة العاشرة للهجرة مراجعة نهائية لجميع ما نزل من القرآن، وقد كان ذلك قبل ستة أشهر من وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حضر العرضة الأخيرة جمع كبير من الصحابة أكثرهم حفاظ متقنون للقرآن الكريم.

 

·     نزول القرآن الكريم

اختلف العلماء في كيفية نزول القرآن الكريم، لكن المرجح عند الجمهور أنه نزل من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا دفعة واحدة، ثم نزل به جبريل من الله جل وعلا منجما على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس لما قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن هذا الأمر، هل هو أمر أنف؟ أم هو أمر قد قضي منه؟ قال صلى الله عليه وسلم: إن أول ما خلق الله القلم قال أكتب، قال وما أكتب؟ قال أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فدخل تحت هذه العبارة كلام الله وكلام عباده.

نزل القرآن على قسمين:

نزول جملي: من اللوح المحفوظ إلى البيت المعمور (بيت العزة)

نزول منجم: حسب سياق الأحداث والوقائع.

 

·     مراحل كتابة القرآن

 

-عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

ثبت في الصحيحين عن أنس قال: جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة: كلهم من الأنصار؛ أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد - ونحن ورثناه1، وهذا يعني أنه لم يجمع القرآن من الأنصار سوى هؤلاء، وإلا فالمهاجرون كانوا يجمعون القرآن، على رأسهم أبو بكر الصديق حيث قدمه صلى الله عليه وسلم في مرض الموت ليصلي بالناس فقالك ليؤم القوم أقرؤهم2 تفسير ابن كثير ص 17.

 امتازت هذه المرحلة بحفظ القرآن في الصدور، وكتابته على عصب النخل ورقاع الجلود، واللخاف والحجر..، ومن كتبة الوحي في هذه المرحلة، زيد ابن ثابت، عبد الله بن مسعود، أبي بن كعب، سالم مولى أبي حذيفة..

- الجمع البكري

- اقترح عمر ابن الخطاب على الخليفة أبو بكر الصديق جمع القرآن لما علم بمقتل عدد كبير من الحفاظ في معركة اليمامة (70 حافظ) منهم سالم مولى أبي حذيفة، الذي أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بأخذ القرآن منه، اعترض أبو بكر بادئ الأمر مخافة أن يبتدع في أمر لم يحدث في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وبعد إلحاح عمر بن الخطاب اهتدى الخليفة أبو بكر إلى جمعه في كتاب واحد مشتملا على الأحرف السبعة، فنسخ القرآن البكري ووزع على الأمصار،

 بعد وفاة أبوبكر الصديق بقيت الصحف عند عمر ابن الخطاب ثم عند أم المؤمنين حفصة.تفسير ابن كثير ص 19

- الجمع العثماني

في عهد الخليفة عثمان بن عفان وبعد دخول العجم الإسلام، وقعت فتنة بين المسلمين، حيث اختلف الناس في القراءات حتى كادوا يتقاتلون، هذه الحادثة المشهورة وقعت في جيش فتح أرمينيا وأذربيجان، أخبر حذيفة بن اليمان الخليفة عثمان بن عفان بذلك، فأمر عثمان بجمع القرآن على حرف واحد، وهو أن يكتبوه بلغة قريش، وترتيبه حسب العرضة الأخيرة.تفسير بن كثير ص 19 - 20

·     نقط القرآن الكريم

نقط أبو الأسود الدؤلي القرآن، وكان النقط الأول نقط إعراب، ونقطه بعده ناصر بن عاصم الليثي وقيل معه يحيى بن يعمر الليثي بأمر من الحجاج، وكان النقط الثاني نقط إعجام للتمييز بين الحروف المتشابهة (س وش، ح و خ، د و ذ..)، أما مرحلة الشكل فكانت مع الخليل بن أحمد الفراهيدي.

·      القراء العشر ورواتهم

- نافع المدني (ت 169ه)، روى عنه قالون وورش.

- عبد الله بن كثير المكي (ت 120ه)، روى عنه البزي وقنبل.

- أبو عمرو البصري (ت 155ه)، روى عنه الدوري والسوسي.

- ابن عامر الشامي (ت 118ه)، روى عنه هشام وابن ذكوان.

- عاصم الكوفي (ت 128ه)، روى عنه شعبة وحفص.

- حمزة الزيات الكوفي (ت 156ه)، روى عنه خلف وخلاد.

- الكسائي الكوفي (ت 189ه)، روى عنه الحارث والدوري.

- أبو جعفر بن قعقاع المدني (ت 130ه)، روى عنه ابن وردان وابن جماز

- يعقوب بن اسحاق الحضرمي (ت 205ه)، روى عنه روح ورويس.

- خلف بن هشام (ت 229ه)، روى عنه إسحاق وإدريس.

 

·      قراءة أهل المغرب

- قراءة الإمام نافع بن عبد الرحمان بن أبي نعيم المدني الأصبهاني، يكنى بأبي رويم (ت 169ه)، قرأ الإمام نافع على سبعين من التابعين، من بينهم يزيد بن القعقاع، شيبة بن نصاح، وقد قرأ عليه ورش وقالون.

- ورش: هو عثمان بن سعيد بن عبد الله المصري القيرواني الأصل، ولقب بورش نسبة لطائر شديد البياض، وكان حسن الصوت (ت197ه).

- قالون: قارئ نافع الثاني، اسمه عيسى بن مينا، سماه الإمام نافع قالون لحسن قراءته، وقالون تعني في لغة الروم الجيد في القراءة، وقراءة قالون يقرأ بها أهل الجزائر، السودان، ليبيا، (ت 220ه ).

- طريق الأزرق: الأزرق هو أبو يعقوب يوسف بن عمر، وهو مصري الأصل، قرأ على ورش 20 ختمة.





·      شروط القراءة الصحيحة

- اتصال السند (التواتر)، بمعنى نقلته جماعة عن جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب.

- موافقتها للخط العثماني، ولو احتمالا.

- موافقتها للغة العربية ولو بوجه ضعيف.

·      مراتب القراءة

- التحقيق: قراءة متأنية مع مراعاة قواعد التجويد.

- الحدر: أسرع من التحقيق مع مراعاة قواعد التجويد.

- التدوير: بين الحدر والتحقيق.

·      مصطلحات:

- القراءة: هي كل قراءة نسبت إلى الأئمة العشرة.

- الرواية: هي ما ينسب من القراءة إلى الذين أخذوا عن الأئمة العشرة.

- الطريق: هي ما ينسب من القراءة إلى الذين أخذوا عن الرواة.

- الفرش: الكلمات التي تكون مطردة في القرآن الكريم، ومحقق فيها شروط القراءة الصحيحة.

 

تعليقات