المعجم وعلم المصطلح
المحاور
تعاريف
علاقة المعجم بالأنظمة اللغوية
أنواع المعاجم
علم المصطلح
تعاريف
المعجم:lexique
هو
كل كتاب له هدف تربوي وتعليمي أو ثقافي، يراعي في تصنيفه ترتيب الوحدات والمداخل
حسب ما يحتاجه المتلقي، وفق نظام منهجي صارم وميسِّر.
الصناعة المعجمية: lexicolography
لبناء المعجم يلزم جمع المعلومات والحقائق، ثم
اختيار المداخل وتقسيم الوحدات وترتيبها، ثم كتابة النتاج.
الدراسة المعجمية:
lexicology
تحليل مفردات اللغة ودراسة معناها ودلالتها
المعجمية، وما يتصل بهما من قضايا لغوية.
المعجمية: Lexical
مصطلح شامل لصناعة ودراسة المفردات وما يتصل
بها من قضايا.
علاقة المعجم بالأنظمة اللغوية
سابقا، أقصى اللسانيون المعجم من الدراسة
واعتبروه خارج النظام اللغوي، بسبب خاصية التطور والتغير حيث تسقط منه وحدات وتولد
أخرى، بينما النظام اللغوي مرهون بخاصية الثبات.
إن السبب في استبعاد المعجم من الدرس اللغوي
هو سقوط وحداته المعجمية والسبب في تلاشي هذه الوحدات هو سقوطها من الاستعمال، وقد
أعزى ابن جني الأمر لتقادم العهد، أي أن الزمن عفا على تلك الوحدات، الأمر الذي لم
يعد مطروحا حال وجود أدوات التخزين الآلي.
التأليف المعجمي
على مر التاريخ، عرف التأليف المعجمي عدة
مراحل أفرزت مجموعة من المعاجم تختلف حسب المنهج والهدف الذي ألفت من أجله، وهذه هي الطرق التي نهجت في تأليفها,
أنواع
المعاجم
المعاجم حسب المنهج
المعاجم حسب ترتيب المفردات:
الصوتية التقليدية: تعنى بترتيب المفردات حسب مخارج الأصوات، كأن
ينطلق المعجمي من أعمق صوت، مثال: معجم العين للخليل ابن أحمد الفراهيدي.
الألف بائية التقليدية: مثل سابقتها حسب الأعمق لكن لكل صوت ترتيب
هجائي، مثال: الجمهرة لابن دريد.
القافية: الألف بائية حسب الأواخر، يتم ترتيب المفردات
حسب الترتيب الهجائي ابتداء من الحرف الأخير للمفردة، مثال: لسان العرب..
الألف
بائية حسب الأوائل: عكس سابقتها، أي يتم ترتيب المفردات حسب الترتيب
الهجائي، ابتداء بالحرف الأول للمفردة، مثال: البلاغة للزمخشري.
2 المعجم بين العام والخاص
معاجم
عامة: تجمع كل مفردات اللغة وتتميز بالتوسع وكبر الحجم، تجمع مواد لغوية قديمة
وحديثة منها المستعمل والمهمل وتكون أيضا قابلة للزيادة، تعتبر المعاجم منذ عهد
الخليل الفراهيدي معاجم عامة حيث كان هدفها هو الإحاطة، منها: معاجم ابن منظور14
مجلد، تاج العروس للزبيدي، الكبير والوسيط صادران عن مجمع اللغة العربية.
معاجم
خاصة: تختص بمعالجة ميدان معين من ميادين المعرفة، كالطب أو الهندسة أو الفيزياء
أو الشعر..، تكون محدودة وانتقائية، وتتسم بالضبط والتحليل عكس المعاجم العامة،
مثال: المعرب للجواليقي.
3 المعاجم حسب اللغة
معاجم
أحادية اللغة: تشتغل بألفاظ ومعاني لغة واحدة، مثال: المعاجم العربية القديمة.
معاجم
متعددة اللغة: تشتغل بترتيب لغة معينة حسب منهجها وما يقابلها في لغة
أخرى، وتكون ثنائية أو ثلاثية اللغة، مثال: القواميس الحديثة.
3 المعاجم حسب الصنف
من حيث الألفاظ:
ترتبط الكلمات بمستوياتها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والأسلوبية،
في سياق الانطلاق من اللفظ وصولا إلى المعنى، مثال: المعاجم القديمة – لسان العرب،
تاج العروس، الحديثة – محيط المحيط لبطرس البستاني.
من حيث
المعاني: تصنيف الألفاظ حسب حقول المعنى، فكل حقل يضم ألفاظه الخاصة، مثال: الغريبالمصنف لأبي عبيدة القاسم ابن سلام.
من حيث
الأبنية: تعالج اللغة من الجانب البنيوي، حيث تصنف فيها الألفاظ حسب الصيغ والأوزان
وما طرأ عليها من تقلبات، وتصنف كذلك حسب المشتقات، الثلاثية والرباعية
والخماسية..، وتراعي في تصنيفها وجه الصحة والإعلال، والتجريد والزيادة، مثال:
ديوان الأدب للفرابي، اصطلاح المنطق لابن السكيت، والمخصص لابن سيدة.
4 المعاجم حسب الهدف
المعجم
التاريخي: يقوم بسرد تاريخ الكلمات أو الوحدات اللغوية في إطار حياة اللغة، ولا يتقيد
بفترة زمنية محددة، إنما ينظر في المراحل المختلفة التي مرت منها اللغة، ويتحرى
أصل الوحدة اللغوية عبر مقارنتها بمثيلاتها من اللغات السامية سواء الآرامية -
السريانية - العبرية أو اللغات الأخرى، ولا يوجد لحد الآن معجم عربي تاريخي سوى
محاولة للمستشرق أوجست فشر التي أحبطتها أوضاع الحرب العالمية
الثانية فمات قبل أن يتم مشروعه، ولايزال مجمع اللغة العربية في القاهرة يهيئ
لمعجم تاريخي لم يرى النور بعد.
المعجم
المعياري: يصنف الألفاظ حسب معايير ومقاييس مهيأة اعتمادا على النصوص والاقتباسات
والمصادر.
المعجم
الوصفي: يتناول اللغة ويصفها دون حواجز، يصف المفردات في حالتها الراهنة مستعملا
أسلوب التحليل والتأويل والشرح.
عوامل نشأة علم
المصطلح
1 بين التعريف والحد دراسة
مقارنة
التعريف: هو تفسير المفردة من نظور لغوي، ثم من منظور دلالة المفردة في ميدان التخصص، والحد: ورد عند أبو البقاء بن يعيش في شرح المفصل للزمخشري " اعلم أنهم إذا أرادوا الدلالة على حقيقة شيء وتمييزه عن غيره تمييزا ذاتيا حدوه بحد يحصل لهم الغرض المطلوب"، نفهم من كلا التعريفين أن التعريف والحد لهما نفس المضمون وهو تمييز الشيء عن غيره عبر تخصيص المعرف بوصف أو سمات مميزة، ""ومن قواعد التعريف الأساس والتي يجب الالتزام بها في بناء المعجم هي تجريده من " الدور المصرح به والدور المطلوب"1 ص 104.
2 التعريف بين الدور المصرح به
والدور المطلوب
الدور المصرح به: توقف الشيء على ما يتوقف عليه، ويسمى الدور المصرح به، كما يتوقف (أ) على (ب) والعكس.2 ص110
ومعناه أن تعرف (أ) ونمثل له بالحزن، بـ (ب)
نمثل له بالضنك، فتقول أن الحزن هو الضنك وهنت تكون قد عرفت مجهولا بمجهول.
الدور المطلوب: هو" أن يتوقف (أ) على (ب) و(ب) على (ج) و(ج) على (أ). المرجع السابق3.
معناه؛ أن تفسر (أ) نمثل له بنحيف، وتعرفه بـ
(ب) نمثل لها بضئيل، وتعرف (ب) بـ (ج) نمثل لها بقليل، ثم تعود على أول مطلوب،
فتعرف النحيف بالقليل.
يعتبر تجريد التعريف من الدور من القواعد الأساسية في بناء المعجم العربي كونه يخلق مشاكل لغوية، فالتعريف يجب أن يكون بذكر السمات الدلالية للمصطلح، ومشاكل تنظيمية أيضا تتمثل في إحالة الباحث في المادة على مادة أخرى، لا يحتاجها أحيانا، بعد كل هذه العوامل أصبحت الدعوة إلى علم المصطلح جد ملحة.
علم المصطلح
هو "علم حديث يبحث في العلاقة بين المفاهيم
العلمية والألفاظ اللغوية، وهو مشترك بين علوم عدة أبرزها "علم اللغة" و"المنطق"
و"المعلوميات" و"علم الوجود" و"علم المعرفة" و"التخصص
العلمي"، د علي القاسمي
وقد وصفت الدراسة المعجمية "بالاصطلاحية"
ويقصد بها دراسة المعنى المصطلح في المعاجم اللغوية.
نعود إلى المعجم لنطلع على معنى المصطلح
لغويا، فهو من مادة (ص ل ح) صلح، أي ما صلاح يدل على صلاح الشيء وصلوحه، بمعنى أنه
مناسب ونافع ضد فاسد، وهو إخراج الشيء من المعنى اللغوي إلى معنى آخر لبيان
المراد، ولنطلع أيضا على المعنى اللغوي للمصطلح لنرى هل يصح هذا اللفظ
ويتوافق واللغة العربية.
اختلف الباحثون على استعمال اللفظتين (مصطلح
أو اصطلاح) من بينهم عبد العالي الودغيري، الذي فضل استعمال لفظ اصطلاح لأنه يرى
أنها أفصح معللا رأيه بأن لفظ مصطلح لم ترد عند أجدادنا وأسلافنا ولا في قواميس
العرب إلا المستحدثة منها، وبالتالي وصفها بأنها من الأخطاء الشائعة التي لا يجوز
استعمالها.
الأمر الذي أثار جدلا وسط المتخصصين، فمنهم من ادعى بأن لفظ مصطلح ليس بفصيح، بمعنى أنه لا يتفق وقواعد العربية كونه اسم مفعول من فعل لازم، واللازم كما هو معلوم لدينا لا يتعدى إلا بحرف جر فيقال مصطلح منه أو مصطلح عليه.
نعتقد أن هذا التحليل النحوي ضعيف باعتبار
قاعدة نائب الفاعل الذي يأتي ظرفا ومصدرا وجارا ومجرورا، فنقول مصطلح منه أو عليه
ويجوز حذف الجار والمجرور للتخفيف عندما يكون اسم المفعول علما أو اسم يسمى به
فنقول: مصطلح فقط.
أهمية علم المصطلح
تكمن أهمية علم المصلح في كونه يلغي كل
المشاكل اللغوية والتنظيمية المتعلقة بمنهج وقواعد بناء المعجم، ويؤسس لعلاقة علمية
بين المفهوم واللفظ، إلا أن هناك مشاكل أخرى لا يزال يتخبط فيها الباحث غالبا لا تكون
بسبب المعجمي بل الأكاديمي، أهمها مشكل تعدد المصطلحات للمعنى الواحد خاصة في
الدرس اللغوي حيث نجد بدءا من السمة الصوتية أو الدلالية يعبر عنها بأكثر من
مصطلح، وبالرغم من أن هناك من اللغويين من يقول: " يجب ألا نقف عند المصطلحات
التي يضطر اللسانيون لاستعمالها وينبغي أن نحترس من تسلط الكلمات"، إلا أننا نرى أن
المصطلحات التي يضعها اللسانيون بدون مواضعة أو توافق تخلق مشكلا لدارس الألسن
(المتعلم والباحث معا)، والدعوة إلى التواضع على مصطلحات الدرس اللغوي هي احتراس
من مشقة البحث ولبس الفهم، فأحيانا نخطئ في فهم المصطلح لأننا نقرأه بمعجم غيره،
وسلطة الكلمة تبقى أهون من سلطة الأكاديمي.
تعليقات
إرسال تعليق