باب الإستعاذة والبسملة
مدخل إلى قواعد التجويد
الأحرف السبعة
باب الاستعاذة والبسملة
ألفاظ الاستعاذة وتفسيرها
الاستعاذة هي جمع(نحت) لعبارة أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم، ومعناها اللغوي هو الاستجارة، أما اصطلاحا فهي الالتجاء والاعتصام
والتحصن بالله من الشيطان الرجيم
صيغ الاستعاذة
الصيغة الأولى: وهي المختارة (أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم)، قال ابن عطية في تفسيره: أما لفظ الاستعاذة، فالذي عليه جمهور
الناس هو لفظ كتاب الله عز وجل "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
الصيغة الثانية: يقول الله عز وجل في سورة
الأعراف الآية 200 "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله، إنه سميع عليم"،
وجاء في حديث أبي سعيد الخذري رضي الله عنه – في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم
إذا قام إلى الصلاة في الليل يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم،
وهناك صيغ غيرهما إلا أن المختارة منها للبدء بتلاوة القرآن هي صيغة "أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم".
مواضع الاستعاذة وأحكامها
مواضع الاستعاذة: تلفظ قبل بداية القراءة وتكون أيضا أثناء القراءة إذا عرض القارئ عارض جانبي، بمعنى خارج عن الذات اللاإرادية كالسعال والعطس..، فتكون الاستعاذة أيضا إذا تكلم القارئ بغير القرآن..
حكمها العام: يقول الله عز وجل إذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ( النحل98)، واختلف العلماء بين من جعله واجبا، حيث اعتبروا ورود فعل الأمر بالآية مفاده الوجوب، ولا يشير إلى الندب، وبين من ندبه لفعل القراءة، فجعلها بذلك مستحبة لا يعاقب تاركها، فكانت الاستعاذة مندوبة لقراءة القرآن الكريم.
حكم الاستعاذة من حيث السر والجهر
مواضع الجهر: إذا كان القارئ ضمن جماعة وهو المبتدئ، وإذا كان يقرأ جهرا وهناك من يستمع له.
مواضع السر: إذا كان يقرأ سرا.
إذا كان يقرأ جهرا ولا أحد يسمع لقراءته.
إذا كان وسط جماعة وليس هو
المبتدئ بالقراءة.
إذا كان في الصلاة سواء السرية أو
الجهرية، منفردا أو مأموما أو إماما.
البسملة "اللفظ والتفسير"
لفظها: باسم الله الرحمان الرحيم حيث نزلت في سورة النمل "إنه من سليمان وإنه باسم الله الرحمان الرحيم" آية 30، وليس هناك لفظ غيره.
معنى البسملة: هي جمع (اشتقاق كبار) لعبارة باسم الله
الرحمان الرحيم وتعني أبدأ مستعينا بالله متوكلا عليه عز وجل.
أحكام البسملة وموضعها:
مختلف في وجوبها فهناك من جعلها آية من سور الفاتحة، ومن جعلها آية من كل سورة، لكن الثابت
أنها سنة مؤكدة.
موضعها: في بداية كل سورة ما عدا سورة براءة (التوبة).
أوجه الابتداء بالاستعاذة والبسملة وأول السورة
للابتداء بقراءة القرآن هناك أربعة أوجه
وهي:
قطع الجميع: أي قطع الاستعاذة عن البسملة عن أول السورة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم- بسم الله الرحمان الرحيم- طه).
وصل الجميع: أي وصل الاستعاذة بالبسملة بأول السورة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بسم الله الرحمان الرحيمِ طه).
قطع الاستعاذة عن البسملة ووصل البسملة بأول
السورة: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم- بسم الله الرحمان الرحيمِ طه).
وصل الاستعاذة بالبسملة وقطع البسملة عن أول
السورة: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بسم الله الرحمان الرحيم- طه)، وكلها وجوه
تجوز القراءة بها إلا أن المقدم عند ورش هو الوجه الأول قطع الجميع.
أوجه القراءة بالجمع بين سورتين متتاليتين وغير متتاليتين
للجمع بين سورتين متتاليتين وغير متتاليتين خمسة أوجه، ثلاثة للذين يبسملون، ووجهان للذين لا يبسملون.
أصحاب البسملة:
قطع الجميع: أي قطع آخر
السورة المنتهية عن البسملة وقطع البسملة عن أول السورة التي تليها (صحف إبراهيم
وموسى- بسم الله الرحمان الرحيم- هل أتاك حديث الغاشية).
وصل الجميع: أي وصل آخر السورة المنتهية بالبسملة
ووصل البسملة بأول السورة التي تليها، (صحف إبراهيم وموسى بسم الله الرحمان
الرحيمِ هل أتاك حديث الغاشية).
قطع آخر السورة المنتهية عن
البسملة ووصل البسملة بأول السورة، (صحف إبراهيم وموسى- بسم الله الرحمان الرحيمِ
هل أتاك حديث الغاشية).
أما الوجه الرابع لهذا التناوب فهو ممنوع، ذلك لأن البسملة أتت لأوائل السور وليس لأواخرها.
الذين لا يبسملون:
السكت: السكت بين السورتين وقتا لا يكفيك لتجديد النفس.
الوصل: وصل آخر السورة المنتهية بالتي تليها.
الفرق بين والوقف والسكت
الوقف (القطع): الوقت الذي يكفي لتجديد النفس.
السكت: الوقت الذي لا يكفي لتجديد النفس.
- عندما نذكر أوجه الجمع بين سورتين متتاليتين
بدون بسملة، معناه سواء التي تليها مباشرة، مثال: (سورة الأعلى وسورة الغاشية)، أو
التي تليها في الترتيب. مثال: (سورة الفجر وسورة النصر)، أما القراءة بالتنكيس أي
بالعودة إلى السور السابقة فالأولى الاتيان بالبسملة.
يجب معرفة أن كل هذه الأوجه ليست إلا تعدد في طريقة القراءة والإخبار بها ضروري كي لا ينكر قارئ عن آخر طريقته.
البسملة مع الأربع الزهر
ما يعرف عند القراء بالسور الأربع الزهر هي:
(القيامة والمطففين والبلد والهمزة، والمراد هنا وجه الجمع بين:
آخر المدثر وأول القيامة: (وما يذكرون إلا
أن يشاء الله، هو أهل التقوى وأهل المغفرة- لا أقسم بيوم القيامة).
آخر الانفطار وأول المطففين: (يوم لا تملك
نفس لنفس شيئا، والأمر يومئذ لله- ويل للمطففين).
آخر الفجر وأول البلد: (وادخلي جنتي- لا
أقسم بهذا البلد).
آخر العصر وأول الهمزة: ( وتواصوا بالصبر- ويل لكل همزة).
مذهب التسوية: القارئ لا يغير وجه القراءة بين السور الأربع الزهر مع ما قبلها.
مذهب التفرقة: من كان يقرأ بالوصل بين السور
من غير بسملة فليأتي بالسكت بين الأربع الزهر، ومن كان يسكت بين السور أثناء
القراءة يأتي بالبسملة بين السور الزهر، أما من كان يبسمل فهو كذلك لأن البسملة
تفصل بين السور، والقراء المغاربة يقولون: إذا أردت البسملة بين الزهر فلك وجه
القطع فقط كي لا تقع في بشاعة المعنى.
تعليقات
إرسال تعليق